//go.ad2upapp.com/afu.php?id=763878

الأحد، 27 نوفمبر 2016

الإبحار إلى جزيرة سنقنيب..عندما تُعيد الشمس كرتها!!







نشر بتاريخ الخميس, 24 تشرين2/نوفمبر 2016 20:12

بورتسودان:
فضل الله رابح
-هناك فرق كبير عندما تجد وزير المالية الدكتور بدر الدين محمود وهو مكشر انيابه للاعلام بالخرطوم اثناء شرحه لتفاصيل برنامج الاصلاح الاقتصادي، وما بين بدر الدين محمود مجرد من كل ذلك وهو يوزع الابتسامات -وحاف شعر الرأس ومصففه بصورة جميلة، وهو يستمتع في رحلة الابحار الي جزيرة سنقنيب التي نظمتها سلطات ولاية البحر الاحمر الاسبوع الماضي، كاول فقرة بعد وصول الوفد المركزي الرفيع الذي يرافق النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق اول ركن بكري حسن صالح المشارك في فعاليات افتتاح مهرجان السياحة والتسوق العاشر بولاية البحر الاحمر، فالوزراء الذين ضمهم الوفد منهم الدكتور فيصل حسن ابراهيم وزير الحكم اللامركزي والدكتور محمد ابو زيد مصطفى وزير السياحة والآثار والحياة البرية وبحر ادريس ابو قردة وزير الصحة ووزير الدولة بالسياحة عادل دقلو، قد انفقوا وقتاً بالحزيرة وتناولوا داخلها وجبة الافطار، وابدوا استحساناً وادركوا ان مشكلة الاقتصاد السوداني ليست في السياسات ولكن في منطق التطبيق العملي والتراخي في المحافظة على ما تزخر به بلادنا من موارد، وبنظرة إلى ساحل البحر الأحمر في السودان والممتد لأكثر من (750) كيلومتراً مربعاً ولم تستخدم امكانياته وموارده بشكل ينفي عنا تهمة (اللافاعلية) في نهضة اقتصادنا الذي ضاع جزء كبير منه في عبث التجريب، ومع ذلك ان الذي ينظر إلى العزم والنشاط الذي اظهرته حكومة البحر الاحمر ممثلة في الوالي علي احمد حامد ومعاونة المركز له، يستدرك اننا بدأنا كبلد نخطو خطوات قد تبدو عند البعض ضعيفة الجدوى، لكنها بمنطق العقل والفعل فهي انشطة مؤثرة ويمكن ان تتحول الى مشروعات نهضة شاملة اذا اكملت شروط استيفاء النهضة، وان الذي يمعن النظر في محميتي سنقنيب ودنقلاب وما يتمتعان به من سحر وجمال بحري طبيعي وما بهما من مخلوقات وحياة بحرية وطيور نادرة الوجود في بقية اجزاء العالم وجاذبة للسياح والباحثين عن المنتجات البحرية والكشفية الطبيعية.. ان الذي ينظر لكل ذلك ويشهد فقط (الفنار) بقوة ضوئه وهو منصوب على برجه العالي وهو يقف شاخصاً يعمل على ارشاد السفن في البحر الى حيث طريق سيرها وتجنب مواطن الخطر حتى لا تفعل بها الشعب المرجانية، بالجد يصاب بالاحباط، وان الذي يتمعن بانتباه سوف يصل الى حقيقة واحدة وهي اننا قد منحنا الله نصيباً كبيراً من المنقذات ووسائل التقدم، لكننا كثيراً ما نفشل في تطويع العقل التطبيقي واستغلال العلم في منفعة الامة من خلال صناعة رأي وفكر يسهل تطبيقه وتطويعه مع العلوم والفنون والمهن المتعددة، ويخرج لنا ثمرات بلادنا كافة.. وبالطبع من سنقنيب يبدأ عمقنا الحضاري وتراثنا السياحي، حيث تتوفر كل عناصر الثراء البصري للسياح ووسائل الرياضة المائية والغطس البحري، لكننا نحتاج إلى أن نفكر لنعمل، وان نطور ما عندنا من كنوز لنصنع منها واقعاً من الجمال الذي يدعم خزانة الدولة الاقتصادية ويسد حاجتها من الدولار والنقد الاجنبي، فواقعنا الاقتصادي وما يعانيه من مشكلات يتطلب أن نتقدم خطوات نحو توظيف امكاناتنا التي تتوفر في البلاد.
الخصخصة وعبث القطاع الخاص
اصبت بحزن وأنا اشاهد الباخرة (دهب) وهي متوقفة عن العطاء بلا عطل او عذر شرعي، وعندما سألت البحار محمد سيد احمد وهو من المفاخر والكفاءات السودانية عن اسباب توقف الباخرة (دهب) قال إن الباخرة تم شراؤها باكثر من (4) ملايين دولار وقتها، وتوقفت عن العطاء بأمر الخصخصة التي احدثت كثيراً من المشكلات لأنها فتحت المجال للقطاع الخاص حتى يعبث بمقدرات القطاع العام، والمحزن اكثر بحسب حديثه أنه لا توجد باخرة سودانية ضمن اساطيل السفن التي ترسو على سواحل بورتسودان، وان الباخرة متوقفة وهي بحالة جيدة وليس بها اي عطل بحسب تقارير فنية .. ان الذي احزنني اكثر احتكار بعض دول الجوار ــ وعلى رأسها مصر ــ العمل في سواحل السودان بالبحر الاحمر دون رقابة كافية في عملية الصيد، ولكن المفرح اعلان حكومة ولاية البحر الاحمر تأسيس شركة مساهمة عامة للاستثمار في موارد البحر الاحمر واقتصادياته، ويتوقع ان تغير الشركة كثيراً من التشوهات اذا احكمت القوانين واللوائح الضابطة لانشطتها وحركتها في عملية توجيه رأس المال والموارد في اطار حركة النمو والتطور الاقتصادي والسياحي.
النائب الأول في العرضين البحري والجوي
كان العرضان البحري والجوي اللذان قدمتهما القوات المسلحة وحضره النائب الاول لرئيس الجمهورية واعضاء البعثات الدبلوماسية وسفراء الدول المقيمون بالسودان وضيوف المهرجان، كانا عرضين متقدمين في التزحلق في الامواج والسقوط من اعلى الطائرات وسط المياه وعمليات الاخلاء بالقوارب، وقد نالا استحسان الحضور، وهو جزء من توجيه الامكانات العسكرية في عملية الابهار والفرجة السياحية، ويمثل رسالة ذات ابعاد عديدة منها اظهار القوة والامكانات العسكرية، ومنها ملمح سياحي وامتاع بصري للحضور، كما قدمت الكشافة البحرية والاتحاد السوداني للتجديف عروضاً شيقة من الرياضات البحرية مثل الفلاي بورت والتجديف والملاعب المائية الاخرى والانشطية الثقافية والادبية مثل المسرح العائم على البحر، وجميعها مثلت اضافة نوعية للعروض التي قدمت بالساحل امام نادي ضباط القوات المسلحة، ومنها مباشرة افتتح النائب الأول معرض التراث الذي يمثل جزءاً من آليات توظيف التراث الحضاري والثقافي المجتمعي في صناعة السياحة، فهو نشاط لا ينفصل عن استراتيجية الحكومة الجديدة في توظيف الابداع والمنتوج الفكري والابداعي السوداني في تنويع الموارد ومصادر الاقتصاد الوطني، فهو تفكير يحتاج إلى عناية من الدولة (حكومة وشعباً).
الظاهرة الجمالية في افتتاح المهرجان باستاد بورتسودان
أفلحت حكومة البحر الأحمر بقيادة الوالي علي حامد واعضاء حكومته في مقدمتهم وزير الثقافة والسياحة صالح صلاح صالح ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور محمد بابكر بريمة ولجانهم المختلفة المنشطية والامنية والمراسمية والاعلامية وقطاع الطلاب على رأسهم النشط (عمار) رئيس اتحاد الطلاب بالولاية، افلحوا في تنظيم فعاليات انطلاقة المهرجان مستفيدين من محيطهم المحلي والاقليمي، وحتماً سيكون للمهرجان اثر اقتصادي في المنتجات والسلع والاستهلاك ورأس المال المتداول، وتنشيط كثير من الاقتصاديات في الاسواق والفنادق بولاية البحر الاحمر, وكان حسن ضيافة واستقبال ضيوف المهرجان سبباً مباشراً في نجاح الافتتاح بذلك الهدوء الذي ساهم فيه كل اهل بورتسودان، الفلاحين والصيادين والتجار والموظفين والنخبة والمؤسسات العلمية والعسكرية، فالكل كان له سهمه ودوره، فلذلك استحقوا التقدير من الجميع، ومن أكثر الاشياء التي لفتت نظري الحضور القوي لفناني الشرق محمد البدري وسيدي دوشكا، فهما من الاصوات الملهمة ويتمتعان بشعبية عالية، ويظهران بملامح وطنية باذخة في التشكل والابانة في توصيف الشخصية السودانية بملامحها وازيائها المميزة.
دكتورة عفاف أحمد عبد الرحمن دليل سياحي وطني
لم يكن ضيوف المهرجان مجرد ضيوف للسياحة والتسوق والفرجة في منتجات وملامح البحر، ولكن كثيراً منهم مارس دور المرشد السياحي الوطني، وفي الطريق الى جزيرة سنقنيب ونحن على متن (طق بوت )او (الجرار) مثلت الدكتورة عفاف احمد عبد الرحمن الوزيرة السابقة المعروفة مديرة الاكاديمية الوطنية للتدريب ورفيقتها في الرحلة سيدة الاعمال منى محمد عبد الله، مثلتا دليلتين للسواح للاجانب، فقد اجتهدت عفاف في الشرح للاجانب وتعريفهم بما يزخر به البحر الأحمر من موارد وملامح وشواخص سياحية وميزات نسبية في الثقافة والابداع والموارد، ونفي كثير مما لحق به من اوصاف شوهت صورته الخارجية واظهرته بلداً بلا ملامح جمالية، وان كل ما به كالح ويموج بالمشكلات والازمات، فهو في حقيقته بلد واقعه ينفي كل ما لحق به من صفات وتوصيفات لا تليق به ولا بإنسانه الكريم المضياف، ويبقى من الضرورة ان نعتني بمياهنا الاقليمية والمياه الاقتصادية الخاصة، ليس في ما يلي السيادة فقط، ولكن توظيفها لما يدعم موارد خزانة الدولة من العملات المحلية والاجنبية، وحسناً بدأت مدينة بورتسودان تستعيد عافيتها وتبدو عليها مظاهر الجمال والترف، وبها بنية تحتية جيدة للسياحة واستقبال السياح.
وشكل الإعلاميون الوطنيون والاجانب حضوراً لافتاً في فعاليات مهرجان السياحة التسوق بالبحر الأحمر، وعبر عدد من الصحافيين الأجانب عن دهشتهم بما يزخر به السودان من ملامح وميزات نسبية في الطبيعة والموارد. وفي لقاء عابر مع الصحافية (كارولينا) وهي ايطالية الاصل وتعمل في اسبانيا، قالت انها مذهولة مما شاهدت من جمال الطبيعة ومناظر خلابة في السودان الذي كان في ذهنها موطن صراعات وحروب فقط. كما مارس المصور البارع برئاسة الجمهورية كمال عمر هوايته في اختيار اللقطات والصور الموحية والمعبرة، ومماثل في الابداع المصور البارع صاحب اللمسات بتلفزيون السودان عمر محمد صالح، فقد كانا نجمين وسط أصحاب العدسات الملونة الذين كانوا ضمن اطقم الفرق الاعلامية التي غطت افتتاح مهرجان التسوق والسياحة في نسخته العاشرة .

جريدة الانتباهة
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق